الإسلام هو الدين الوحيد الذي يضمن لنا الحياة الزوجية السعيدة، وهذه دراسة علمية تؤكد ذلك....
في عصرنا الحاضر يمكن أن نضع الكثير من الأزواج ضمن قائمة الزواج السيء! فإحصائيات الطلاق وبخاصة في الدول العربية تعتبر مرعبة وتصل لأكثر من 40 % في بعض الحالات... أي أن كل 100 زوج يعقدون قرانهم.. على الأقل هناك 40 زوج منهم يتفرقون خلال فترة قصيرة من الزمن.
ولكن الدراسة الجديدة تخبرنا بشيء أكثر رعباً.. وهو الأمراض التي تسببها حالات الزواج السيء التي يكون فيها الزوجان على حالة خلاف مستمر ومشاكل يومية، حيث يصاب أحد الزوجين أو كلاهما بأمراض مزمنة أكثر من الأزواج السعداء.
الأمراض تشمل أمراض القلب والسرطان والجلطات الدماغية... بالإضافة لأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري والتهاب الفقرات وآلام الظهر واضطرابات الجهاز الهضمي..
وجد الباحثون أن الزواج السيء يسبب المزيد من الضرر على صحة القلب مقارنة بالزواج الجيد والذي يوفر فوائد إيجابية لصحة القلب والأوعية الدموية. وتزيد هذه المخاطر لدى الأشخاص الأكبر سناً، فضلاً عن تأثيرها بشكل كبير على النساء خصوصاً، ربما بسبب ميلهم إلى استيعاب التعاسة أكثر.
يقول كل من أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية هيو ليو، وأستاذة علم الاجتماع في جامعة شيكاغو ليندا وايت: "تتركز مشورة الزواج إلى حد كبير بين الشباب المتزوجين، لكن هذه النتائج أظهرت أن نوعية الحياة الزوجية لا تقل أهمية لدى الأشخاص الكبار في السن، حتى في العلاقات الزوجية التي استمرت بين 40 و50 عاما."
روعة القرآن الكريم
كثير من الأزواج التعساء لم يستفيدوا من النصائح الذهبية التي قدمها القرآن للبشر لينعموا بحياة سعيدة ومطمئنة وبخاصة حياتهم الزوجية. فقد أشار القرآن إلى ضرورة السكون للزوجة، ولا يتم السكون إلا بالمعاملة الحسنة بين الزوجين.. قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
فالسكون والمودة والرحمة أساس الزواج الناجح. فعندما يدرك الزوج أن الرحمة ضرورية جداً ليكون سعيداً، فإن هذا يعني إكرام الزوجة والصبر عليها والعطف عليها... وعدم ممارسة أي عنف أو ضرب أو شتم. واستبدال ذلك بالكلام الحسن وشيء من الحنان والمودة.
كما أن الله تعالى أمر كل زوج بألا يكره زوجته لأن فيها الخير الكثير بشرط أن يصبر ويحسن معاملتها فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. هذه آية تأمر الزوج بمعاشرة زوجته بالمعروف، وإذا ما طبق الزوج هذا الأمر الإلهي فإنه سينعم بالسكون والهدوء في حياته وبالتالي يتخلص من كثير من الأمراض.
كما أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا أصول الحياة الزوجية السعيدة في كلمات رائعة وهي: (استوصوا بالنساء خيراً) [متفق عليه]. وقال أيضاً: (خيركم خيركم لأهله) [رواه الترمذي]. أي أن خير الإنسان ينبغي أن يكون أولاً لزوجته وأولاده ووالديه... وهذا سيؤثر إيجابياً على الحياة الزوجية والوقاية من أمراض القلب وغيرها.
روى أبو داود عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط.. فانظروا معي إلى هذا النبي الرحيم، هل هناك أرحم منه بالبشر؟
ولذلك فإن الذي يلتزم بتعاليم الإسلام لابد أن ينعم بحياة زوجية سعيدة وحياة صحية سعيدة.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
لقد أصبح الإسلام هو الدين الأول عالمياً حسب آخر الإحصائيات والتي تؤكد أن هذا الانتشار المذهل سيزداد بشكل متسارع في السنوات القادمة....
الإسلام ينتشر بسرعة هائلة ولكن بهدوء وصمت! هذه الحقيقة هي أكثر ما يلاحظه أي مهتم بشئون الإسلام على مستوى العالم. والأرقام التي سنقرأها ربما تشكل مفاجأة لكثير منا.
تبين الدراسات الإحصائية أن عدد المسلمين في العالم هو 2.038 مليار مسلم والنسبة الأكبر في آسيا بحدود 1389.5 ميلون مسلم تليها أفريقيا بعدد 581.58 مليون مسلم.
في إحصاء منشور على موقع بي بي سي تبين أن ثلثي البريطانيين لا يعتبرون أنفسهم كمتدينين أو غير مكترثين بديانتهم الأصلية وهي المسيحية (2). بينما نجد أن معظم المسلمين في العالم الإسلامي يفتخرون بانتمائهم للإسلام، ولا نجد إلا نادراً من يجاهر بإلحاده أو عم رضاه عن دينه، وهذا دليل على قوة تعاليم الإسلام.
وتقول دراسة أخرى أجريت في بريطانيا إن عدد الناس الذين وصفوا أنفسهم بأنهم مسيحيون انخفض 10 % خلال خمس سنوات (2005-2010)، مع العلم أن كثير من الناس في الغرب يجيب على سؤال: هل تعتبر نفسك متديناً فيجيب نعم لاعتبارات اجتماعية والحقيقة عكس ما يقول (3).
وتؤكد دراسة جديدة أن أعداد المسيحيين في أمريكا في تناقص مستمر، طبعاً ينقلبون غالباً إلى الإلحاد (4).
وفي إحصائية منشورة على موقع سي إن إن الأمريكي (6) يقولون إنه واحد من كل خمسة أمريكيين ليس له دين! وهكذا العديد من الدراسات التي أجريت في بلاد أوربية تؤكد انخفاض أعداد المسيحيين المتدينين.. ونسبة الإلحاد في تزايد بسبب التناقض الذي يعيشه الإنسان الغربي بين العلم والدين.
إن أكبر دولة إسلاميةحالياً هي إندونيسيا التي يتجاوز عدد المسلمين فيها 218 مليون مسلم (7). وتليها باكستان 183 مليون مسلم، ثم بنغلادش التي يعيش فيها 154 مليون مسلم، ولكن الدولة التي تحوي أكبر عدد من المسلمين هي الهند التي يقطنها أكثر من 255 مليون مسلم. وهناك دولة مثل الصين فيها 135 مليون مسلم..
دعونا الآن نتأمل أحدث إحصائية لأعداد المسلمين حول العالم موزعين حسب القارات الخمس:
يمثل هذا الجدول توزع المسلمين في دول آسيا ويبلغ عدد سكان هذه القارة من المسلمين 1389.5 مليون مسلم. المرجع (www.muslimpopulation.com)
يمثل هذا الجدول توزع المسلمين في دول أفريقيا ويبلغ عدد سكان هذه القارة من المسلمين 581.58 مليون مسلم. المرجع (www.muslimpopulation.com)
يمثل هذا الجدول توزع المسلمين في دول أوربا ويبلغ عدد سكان هذه القارة من المسلمين 56.19 مليون مسلم. المرجع (www.muslimpopulation.com)
يمثل هذا الجدول توزع المسلمين في دول أمريكا ويبلغ عدد سكان هذه القارة من المسلمين 10.11 مليون مسلم. المرجع (www.muslimpopulation.com)
يمثل هذا الجدول توزع المسلمين في أستراليا ويبلغ عدد سكان هذه القارة من المسلمين 0.67مليون مسلم، مع العلم أن هناك إحصائيات تؤكد أن الأرقام أكبر بكثير. المرجع (www.muslimpopulation.com)
وبعد هذه الأرقام التي تدل على مدى انتشار الإسلام يخطر ببالنا سؤال: هل يمكن للنبي الكريم أن يتنبأ بهذا التوزع المذهل للمسلمين بعد موته بألف وأربع مائة سنة؟ لقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر) [رواه ابن حبان].
انظروا إلى قوة هذا الحديث الذي قاله النبي في مرحلة لم يكن الإسلام قد خرج خارج الجزيرة العربية! وتأملوا الثقة الكبيرة في هذه الكلمات (بعز عزيز أو بذل ذليل)، فمهما حاول الملحدون محاربة هذا الدين لابد في النهاية أن يدخل بيوتهم..
وكذلك نجد قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) [الفتح: 28]. وتأملوا كلمة (لِيُظْهِرَهُ) أي ليجعل هذا الدين هو الأكثر ظهوراً وانتشاراً..
ونقول لكل ملحد يدعي أن الإلحاد يغزو العالم الإسلامي: إن هذه الإحصائيات لتدل على أن الإلحاد ينحسر بشدة، وأن تمسك المسلمين بدينهم وعقيدتهم يزداد، وأن أعداد المسلمين تزداد بسرعة مذهلة وباعتراف غير المسلمين (مثل موقع سي إن إن وموقع بي بي سي وغيرهما)!!
ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه الإسلام يعمّ الدنيا.. كما أكد ذلك حبيبنا عليه الصلاة والسلام.. والحمد لله رب العالمين...
هل تعلم عزيزي القارئ أن الطعام المهدور سنوياً يكفي لإطعام ربع سكان الأرض؟ تأملوا معي روعة تعاليم الإسلام....
تقول منظمة الأمم المتحدة: تهدر كميات من الغذاء تكفي لإطعام ملياري شخص سنوياً، الأمر الذي دفع وكالات الأمم المتحدة إلى وضع برنامج تفاعلي جديد في مسعى لتقليص الكميات المهدرة، والتي يمكن أن تكفي بسهولة لسدّ رمق 800 مليون جائع في العالم.
تقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن ما يقدر بنحو 1.3 مليار طن من الغذاء أو نحو 30 في المئة من الإنتاج العالمي تفقد أو تهدر سنوياً. ويوجه الخبراء نصائح لعدم التبذير وعدم رمي الطعم الزائد عن الحاجة، ولم يتضح بعد مدى فاعلية هذا التحذير في حل المشكلة، لكن خبراء يعتقدون انها خطوة على الطريق الصحيح.
وقالت دانا جاندرز الخبيرة في معهد الدفاع عن الموارد الطبيعية وهو معهد أمريكي لحماية البيئة لمؤسسة تومسون رويترز "يجب علينا سد الفجوة بين إدراك الأشخاص لهذه المشكلة وما يفعلونه حينما يكونون في محل البقالة أو المطبخ. الوعي هو الخطوة الأولى.
وتقول فاو إن أكثر من 40 بالمئة من المحاصيل الجذرية والفواكه والخضروات و20 في المئة من البذور الزيتية و35 في المئة من الأسماك لا تصل لأفواه الجائعين في العالم....
ومن هنا ندرك لماذا أمرنا الإسلام بضرورة الحرص على إطعام الفقراء .. قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 8-9]. إن هذه الآية تعتبر قانوناً في إدارة موارد الطبيعة، فهي تأمرنا بأن نطعم الطعام لمن يحتاجه.
آية أخرى تحرك التبذير، قال تعالى: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) [الإسراء: 26-27]. لقد اعتبر القرآن أن كل ما يزيد عن حاجتك أيها الإنسان إنما هو حق لمن يحتاجه، وكأن التبذير مرتبط بعدم الإنفاق على الفقراء، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نعطي المحتاج ولا نهدر المال أو الطعام.
فهذه الآية علاج حاسم لمشكلة الهدر، لأنها تعتبر أن المبذر الذي يهدر ثروات الطبيعة إنما هو من صنف الشياطين! قال تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31]. وهذه الآية أيضاً تحضنا على عدم الإسراف، لأننا سنخرج من رحمة الله ومحبته ورضوانه.
والنتيجة أن القرآن يعلمنا كيف ندير موارد الطبيعة بحيث لا يبقى فقير على وجه الأرض.. هذه هي تعاليم القرآن الذي يعتبرها بعض المشككين سبباً في تخلف العالم الإسلامي.. أليست هذه التعاليم هي ما تنادي بها الأمم المتحدة اليوم؟!
لقد وصل الباحثون في علم الاجتماع أخيراً إلى أن مشاكل العالم اليوم تتلخص في نقص الآباء الحقيقيين، وإذا التزم الإنسان بتعاليم الإسلام سوف تختفي الجريمة وتزول مشاكل العالم....
ظهرت مشكلات كثيرة في الدول الغربية وغير الإسلامية عموماً، ألا وهي مشكلة الإدمان على: الخمر – المخدرات – القمار، وهذه العادات السيئة أدت لمشاكل أخرى مثل السرقة وجرائم القتل والاغتصاب والعنف الأسري... وكانت النتيجة امتلاء السجون بآلاف المجرمين... حتى أصبح السجن مدرسة لتخريج المجرمين!
لقد بحث علماء النفس طويلاً عن حل لهذه المشكلة ولكن دون جدوى. فاقترحوا تشديد عقوبة السجن، ولكن زادت نسبة الجرائم، فما هو الحل؟ لقد أدركوا أخيراً أن المشكلة تكمن في الآباء وأسلوب التربية الخاطئ.
فالأطفال تتم تربيتهم غالباً من دون عاطفة الأبوين، فتكون التربية جافة، كذلك هناك نسبة تصل لأكثر من النصف يكون الولد ابن زنا، فتتم تربيته في أسرة أخرى أو في ملجأ أو دور خاصة بغياب الأبوين وعاطفتهم ونصائحهم... فالمشكلة إذاً هي مشكلة آباء!
وفي ظل أسلوب الحياة الغربية فإن الأطفال يتعرضون لاعتداءات جنسية بشكل متكرر.. لا يوجد من ينصحهم، كذلك قواعد الإلحاد الحديث تفرض ترك حرية الاختيار لهم، فيسيرون وراء شهواتهم عندما يكبروا.. وبالتالي لا يوجد شيء اسمه خوف من الله أو حساب لليوم الآخر.. فيستطيع أن يرتكب أي جريمة دون عقوبة في الآخرة!
إن الاعتقاد بوجود يوم الحساب (الآخرة) مهم جداً في ردع الإنسان عن ارتكاب الأخطاء وتعديل سلوكهم بحيث لا يؤذون الآخرين لأن العقوبة ستكون نار جهنم.. وبالتالي نجد المؤمن أكثر الناس حباً للآخرين وحرصاً على عدم إيذائهم، ونجد المسلم الحقيقي يحب الخير للناس وبالتالي تختفي الجريمة من المجتمع الذي يطبق تعاليم الإسلام.
وهكذا نحن المسلمين الملتزمين بتعاليم الإسلام، نعيش في نعمة عظيمة هي كوننا مسلمين من دون أن نشعر بذلك.. وهذا ما يجعل الإسلام ينتشر بسرعة في المجتمعات الغربية. وهنا تتجلى عظمة هذا الدين عندما قال تعالى في أواخر ما نزل من القرآن: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3]... فالحمد لله على نعمة الإسلام.
لا تزال الدراسات العلمية قليلة ولكن هذه الدراسة العلمية تؤكد أن الحجاب يزيد ثقة المرأة بنفسها ويعزز احترام الذات واحترام الآخرين لها.. لنقرأ....
أثبتت دراسة علمية حديثة أن المرأة التي ترتدي الحجاب وتحرص عليه، تكون في حالة نفسية أفضل (فيما يتعلق بنظرتها الإيجابية لنفسها) من تلك التي لا ترتدي الحجاب، ولكن لماذا؟
هذا السر تكشفه جامعة Westminster من خلال دراسة علمية نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس، وذلك من خلال إجراء استقصاء على مئات الفتيات المحجبات وغير المحجبات، وتبين للباحثين أن الفتاة المحجبة تتمتع بقدر كبير من احترام الذات والإحساس بالأمان!
كما أظهرت الدراسة أن انشغال المرأة ذات الحجاب أقل بكثير فيما يتعلق بوزن الجسم والمرأة المحجبة أقل قلقاً فيما يتعلق بالمظهر الخارجين وأقل إنفاقاً على الأزياء!
تجربة مثيرة للحجاب بشوارع نيويورك
في تجربة لأحد الهواة قام بتصوير فتاة غير محجبة تسير في شوارع نيويورك NYC، ورصد تحرشاً بهذه الفتاة بمعدل عشر مرات في الساعة.. مع العلم أن الفتاة كانت تلبس ثياباً عادية إلا أنها لا تضع حجاباً على رأسها. وفي ذات التجربة قامت الفتاة ذاتها بارتداء الحجاب.. وكانت المفاجأة! لم تتعرض لأي تحرش أو مضايقة خلال سيرها في نفس الشوارع وبنفس التوقيت!!
هذه التجربة لها دلالات كثيرة أهمها أن الحجاب ليس مجرد غطاء للرأس، إنما يحمل معاني كثيرة! فالذي منع الرجال من التحرش أن لديهم نظرة مسبقة حول المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب أنها لن تستجيب له، وبالتالي فهو بشكل لا شعوري يُعرض عنها!
وقاية من سرطان الجلد
أجريت دراسات كثيرة حول انتشار سرطان الجلد في الدول الغربية، وبخاصة بسبب تعرض النساء لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الخطيرة القادمة من الشمس، ولذلك ينصح الأطباء بعدم كشف أجزاء من جسد المرأة وذلك لوقايته من هذا المرض الخطير.
في دراسة جديدة (2015) تبين أن التعرض لأشعة الشمس أكثر ضرراً للمرأة البالغة من الأطفال، أي ينبغي على المرأة أن تبدأ بالحذر بعد سن البلوغ!! فتسارع للالتزام بالحجاب وعدم إظهار أي جزء من جسدها إلا الوجه والكفين (كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم).. وهذا إعجاز نبوي واضح يتجلى في القرن الحادي والعشرين!
وقد جاء في هذه الدراسة ما يلي:
Exposure to the sun during adulthood might cause more nonmelanoma skin cancer than exposure during childhood, a new study suggests.
وهذا يؤكد على ضرورة الوقاية من الشمس وبخاصة النساء بعد سن الرشد (فوق 15 عاماً)..
صورة تظهر الأنواع الرئيسية لسرطان الجلد .. هذا المرض بدأ ينتشر بسرعة بين النساء اللواتي يتعرضن لأشعة الشمس على شواطئ البحار، أو النساء اللواتي تكشفن أجزاء كبيرة من أجسادهن خلال الحياة اليومية.. وينصح العلماء بضرورة تغطية الجسد لتجنب الأضرار الخطيرة للأشعة الفوق بنفسجية القادمة من الشمس.
نتائج البحث
- الحجاب ليس مجرد عادة أو مجرد زيّ أو ثقافة! بل هو تغيير شامل في حياة المرأة، وتغيير نظرتها لنفسها، وتغيير جذري لنظرة الآخرين لها، طبعاً نحو الأفضل.
- الحجاب هو حجب المرأة عن الكثير من المخاطر التي قد تتعرض لها من دون حجاب، لأن المرأة المحجبة سوف تغير عاداتها وعلاقاتها وطريقة حياتها، وتقلل كثيراً من الاختلاط بالرجال.. وكل هذه الإجراءات سوف تقلل احتمال تعرض المرأة لخطر الاغتصاب أو التحرش الجنسي...
- المرأة عندما ترتدي الحجاب إنما تحجب نفسها عن الشر، تحجب نفسها عن النظرات المريبة التي تتلقاها من الرجال، تحجب نفسها عن ظاهرة التحرش التي تزداد يوماً بعد يوم.. وتحجب نفسها عن الأمراض أيضاً (مثل سرطان الجلد الناتج عن التعرض الزائد لأشعة الشمس)..
لكن هذا لا يعني أن تبتعد المرأة نهائياً عن أشعة الشمس وتعيش في الظلام! بل في بيتها هناك زمن كافي أثناء العمل بالمنزل للتعرض لأشعة الشمس خلال قيامها بواجبات المنزل، وتستطيع المرأة أن تتنزه مع أولادها.. وتمارس أعمالها وتحضر احتياجاتها من السوق، وتذهب للجامعة أو المدرسة وتعيش حياة طبيعية تماماً، وسوف تستفيد من أشعة الشمس (مثل الفيتامين د وغير ذلك).
والآن أختي الفاضلة! هل اقتنعت بأن الحجاب هو نعمة من الله تعالى؟ هل اقتنعتِ بأن الحجاب هو كنز ثمين بين يديك لا تفرطي به مهما كانت الصعوبات.. فهل سيصبح الحجاب جزءاً منكِ وليس مجرد عادة؟ إذاً استمعي معي لقول الحق تبارك وتعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
وانتبهوا معي أن الله تعالى وضع هذه الآية في سورة النور، وكأن الحجاب هو نور لكل مسلمة تلتزم به.. نور في الدنيا ونور في الآخرة..
وهذه الآية تضع معياراً دقيقاً للحجاب، وهو ليس مجرد غطاء للرأس، بل إن الحجاب هو التزام بتعاليم القرآن والسنة، مثل تغطية تفاصيل جسم المرأة وعدم إظهار هذه التفاصيل، لأنها مثيرة للرجل، وكذلك عدم لفت الانتباه بأي وسيلة كانت (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)، والأهم من ذلك الإحساس بمراقبة الله لكِ في كل مكان، وإذا أردتِ النجاح في الدنيا والآخرة فعليك بالتوبة إلى الله باستمرار (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)... والحمد لله رب العالمين.
دراسة تؤكد أن العلاقات الاجتماعية والاهتمام بكبار السن تقيهم من الأمراض وتزيد مناعتهم وتساعدهم على الحياة السعيدة....
معجزات القرآن لا تقتصر على الجانب العلمي أو اللغوي أو العددي... لأننا لو تدبرنا القرآن لرأينا في كل آية معجزة حقيقية، وهذا ما شغل تفكيري لسنوات عندما كنتُ أتأمل قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
وكنتُ أتساءل: لو كان القرآن كلام محمد صلى الله عليه وسلم، فلماذا يخوض في مثل هذه المسائل؟ ولماذا يوصي بالأبوين إلى هذا الحدّ؟ ولماذا لم يأمر الشباب بالتمرد على الأبوين والتمرّد على الأفكار القديمة كما نشاهد في الغرب، حتى أصبحت دور العجزة ممتلئة بالآباء وكبار السنّ؟
ولذلك فقد بدأ العلماء حديثاً يدركون أهمية العناية بالوالدين حيث يساعدهم ذلك على الوقاية من الأمراض ويرفع النظام المناعي لهم. فالصداقة هي "إكسير الشباب الحقيقي" لكبار السن كما يعبر عن ذلك أحد العلماء، والنشاط الاجتماعي يحفظ سلامة أعصاب الدماغ حسب ما جاء في دراسة حديثة.
فقد أكدت دراسة حديثة أن نجاح كبار السن في تنويع صداقاتهم وإبقاء علاقاتهم الاجتماعية يمكن أن يساعدهم على الإحساس بأنهم أصغر من أعمارهم الحقيقية، كما تسمح لهم بالاحتفاظ بحيويتهم وقدرتهم على الحركة بنشاط.
وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة "وثائق الطب الداخلي" إن القدرات الحركية لكبار السن على صلة مباشرة بعلاقاتهم وممارساتهم اليومية التي كلما ازدادت تزداد تأثيراتها الإيجابية على الدماغ. ولفت الدكتور أرون بوشمان، المتخصص في طب الأعصاب بجامعة "راش" بمدينة شيكاغو الأمريكية، والذي أشرف على الدراسة، إلى أن ما دفعهم إلى إنجازها كان ملاحظة تراجع قدرات الحركة وسرعة السير لدى كبار السن مقارنة بما كانوا عليه في شبابهم.
وتابع: "يمكن لدراستنا أن تفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة الرابط بين النشاطات الاجتماعية والقدرات الحركية" وبحسب الدراسة، فقد جرى تحديد مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في نشاطات محفزة للتفكير والمشاركة الاجتماعية وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحد من تراجع الحركة المترافق مع الشيخوخة.
كما تضيف الدراسة أن هذه النشاطات تفرز بروتينات معينة قادرة على حماية أعصاب الدماغ من الموت السريع، كما تعزز قوة الروابط الموجودة بينها، وهذه الحماية هي التي تضمن للجسم القدرة على مواصلة الحركة النشطة، كما في مرحلة الشباب.
وتقول الدراسة التي شملت حالات 906 أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 80 عاماً، إن الذين حافظوا على علاقات الصداقة والروابط والنشاطات الاجتماعية تمكنوا من تأدية عدة حركات يعجز عنها معظم كبار السن، وبينها السير بخط مستقيم والوقوف على قدم واحدة والوقوف على أصابع القدمين والدوران. وبالمقابل، تعتبر الدراسة أن خلل الحركة لدى كبار السن يمثل إشارة مبكرة إلى وجود مشاكل تتعلق بقدراتهم الدماغية.
ماذا عن الإسلام؟
تأملوا يا أحبتي ما يقوله العلماء حول أهمية العلاقات الاجتماعية لكبار السن، لأنهم فقدوا الروابط الأسرية وليس لديهم أي تعاليم تأمرهم بالعناية بالأبوين. ولكن الإسلام لم يغفل عن ذلك، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاعتناء بالأبوين، وحتى بعد موت الأبوين أمرنا أن نبرَّ أصدقاءهما!!!
أما القرآن فقد اعتبر برّ الوالدين من أعظم الأعمال بعد عبادة الله، وانظروا معي إلى هذه الآية العظيمة الشاملة: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36]. إنها تمثل قمة الاهتمام بالأبوين والأقرباء واليتيم والفقير والجيران وحتى العبيد والخدم!
ولذلك يمكن القول إن ما يكشفه العلماء حديثاً يمثل دليلاً ملموساً على أن الإسلام قد سبقهم إليه، وهذا يدل على أنه تشريع إلهي، وأنه دين الرحمة والسلام والمحبة، وليس دين التخلف كما يدَّعون! يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
الإلحاد يقود للتعاسة! وهذا مظهر جديد من مظاهر التعاسة لدى غير المسلمين.. وكيف يعاملون كبار السن.. لنقرأ ونحمد الله أن جعلنا مسلمين....
في آخر نبأ ورد من اليابان أن الحكومة تنوي "التخلص" من 6 ملايين مُسِنّ لأنهم أصبحوا عبئاً على الاقتصاد الياباني في العاصمة.. وتخطط خلال السنوات القادمة لإبعادهم عن العاصمة باتجاه الريف.. ولكن السؤال: أين أولاد وأقارب هؤلاء المسنين؟ ولماذا يُفعل يهم هذا التصرف المهين بدلاً من تكريمهم؟
الجواب نجده في قوانين الإلحاد المتبعة في العصر الحديث والتي تقضي بأن الإنسان عندما يموت سيتحول إلى تراب وعظام.. وبالتالي وبمجرد أن يكبر الإنسان ويصبح عاجزاً عن الإنتاج، يصبح عبئاً على المجتمع وعلى أولاده وأقاربه ويجب إبعاده!!
ولكن لم يخطر ببال أحد أن هؤلاء المسنين كانوا ذات يوم شباباً وتعبوا في تربية أولادهم الذين نبذوهم وابتعدوا عنهم.. هذا المسن كيف يشعر وكيف يفكر عندما يرى أولاده يريدون التخلص منه.. وكيف سيكون حاله عندما يُعزل عن محيطه وأقاربه وأولاده.. للأسف لم يفكر أحد بحال هذا المسكين..
هذه القوانن الإلحادية هي السبب المباشر في زيادة نسبة الإنتحار بين الشباب وبخاصة في اليابان والصين، لأن الشباب فقدوا طموحاتهم وليس لديهم أي أمل في المستقبل، لقد تحولوا إلى مجرد آلات ميكانيكية!
ولكن ماذا عن القوانين التي جاء بها الإسلام؟
وكيف عالج ديننا الحنيف هذه القضية، ولماذا لا مجد مثل هذه الظاهرة في بلداننا الإسلامية؟
تأملوا معي هذا النص الإلهي الرائع الذي يجعل للأبوين قيمة كبرى في حياة المؤمن: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23]... هل يوجد دين على وجه الأرض اليوم يعطي هذه الأهمية العظمى للوالدين؟
وهذا هو حبيبنا عليه الصلاة والسلام يؤكد هذه الحقيقة عندما سأله عبد الله بن مسعود: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى؟ قَال الرسول الكريم:(الصَّلاة عَلى وقتها.. ثم .. بِرُّ الوَالِدَيْن... ثم ... الجهَادُ في سبيل الله) [متفق عليه].
إذاً هذه التعاليم التي تأمرنا ببر الوالدين ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على الروابط الأسرية وعلى المحبة والتآلف والتواصل بين المسلمين، وهذه الظاهرة الرائعة غير موجودة لدى غير المسلمين... وهذه التعاليم توفر على الدولة الكثير من الأعباء الاقتصادية، لأن كل أسرة تتحمل المسنين فيها وترعاهم وتعالجهم من المرض... وبالتالي تمنحهم المحبة فيمضوا ما تبقى لهم من العمر بسلام واطمئنان.
ونقول: الحمد لله الذي متّعنا بالإسلام ديناً وعقيدة ومنهجاً.. فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يضمن للبشرية السعادة والطمأنينة والمحبة.
دعونا نعيش في هذه الأيام المباركة مع بعض الأسرار العلمية لعبادة الحج، وتأثيرها على النفس والجسد ونتأمل معجزة هذه الرحلة الرائعة....
الامتناع عن الجدال
يقول علماء النفس: هنالك عادات نادراً ما نلتفت إليها، مثل الجدال، فهذه العادة السيئة كثيراً ما تورث الخصام مع الآخرين وتسبب ضياع الوقت والجهد، إلا المجادلة بالتي هي أحسن، وهذه قليلة في عصرنا هذا. ولذلك فإن الله أمر بالامتناع عن الجدال وممارسة التأمل والصمت أثناء عبادة الحج، يقول تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197]. ولذلك فإن عبادة الحج تكسبنا فوائد نفسية واجتماعية نتيجة الامتناع عن المجادلة.
الإرادة
يقول العلماء إن رحلة الحج أفضل طريقة عملية لتقوية إرادة المؤمن، ولو تأملنا أقوال علماء البرمجة نجدهم يؤكدون على أهمية مثل هذه التجارب، يقول الدكتور "تشاندلر" ينبغي عليك أن تمرن إرادتك كما تمرن عضلاتك. وتجربة الحج تتضمن معظم تجارب الحياة، ففيها السفر، وفيها التجرد عن ملذات الحياة وفيها المخاطر التي تحدث أثناء الزحام والتدافع، وفي هذه العبادة كل أنواع التقشف والزهد والذل لله تعالى. قال النبي الكريم: (والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم)[رواه ابن ماجه].
علاج اضطرابات القلب
يؤكد العلماء أن ممارسة المشي يؤدي إلى تخفيض الإصابة بأمراض القلب ويحسن التنفس عند الإنسان، ويعزز نظام المناعة، ويقضي على الكآبة، ويساعد على الوقاية من نخر العظام، ويساعد على التخفيف من مرض السكر، كما يساعد على السيطرة على الوزن الزائد. ونتذكر عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) متفق عليه.
المشي السريع
في دراسة حديثة تبين أن المشي يحرض إنتاج مادة شبيهة بالمورفين وتسمى endorphins في الجسم والتي تؤدي إلى الشعور السريع بالتحسن. ويؤكد علماء النفس أن المشي يكسبك احتراماً لذاتك وشعوراً بالارتياح. ولذلك تعتبر رحلة الحج رحلة رائعة يمارس فيها المؤمن رياضة المشي والمشي السريع الذي أثبت العلماء فوائده الكثيرة، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد، قال: (لا، لكنَّ أفضل الجهاد حج مبرور) [رواه البخاري].
مركز الأرض
تقول بعض الأبحاث إن منطقة مكة المكرمة هي أول بقعة ظهرت من الأرض، حيث كانت الأرض مغمورة بالماء قبل ملايين السنين، وقد كانت الكعبة المشرفة أول بيت للعبادة يُبنى على وجه الأرض، منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام، والعجيب أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الحقيقة، ولذلك يقول تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 96]، فسبحان الله!
الشحنات السلبية
من أسرار الحج تلك الراحة النفسية التي يلمسها الإنسان عندما يؤدي هذه العبادة بشكل صحيح لأنها تقوم بعملية "فرمتة" أو تفريغ الشحنات السلبية وإعادة شحن بالشحنات الإيجابية. ومن عجائب ما نجد في أحاديث النبي الكريم إشارة واضحة إلى هذا الأمر حيث يؤكد أن الحج يفرغ ما يحمله الإنسان من ذنوب وأخطاء، يقول عليه الصلاة والسلام: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة) [رواه ابن حبان] صدق رسول الله.
علاج العمود الفقري
يؤكد العلماء أن أفضل طريقة لعلاج أمراض القلب وآلام العمود الفقري وأسفل الظهر، هي ممارسة رياضة المشي، وفي عبادة الحج فإن المؤمن يمشي لمسافات طويلة أثناء الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، والسير باتجاه عرفة وغير ذلك... وبالتالي فإن عبادة الحج نافعة طبياً لعلاج الكثير من الأمراض منها ضغط الدم والسكري، ولذلك قال تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) [الحج: 28]، فالحمد لله على نعمة الإسلام!
أسرار الطواف
هناك توافق مع نظام الكون في الطواف حول الكعبة المشرفة، فكل شيء في هذا الكون يدور حول مركز محدد، فالإلكترونات في الذرة تدور حول النواة، والكواكب تدور حول الشمس، والنجوم في المجرة تدور حول مركز المجرة، ولو تأملنا حركة الحجاج حول الكعبة نلاحظ أنها تتم بنفس الاتجاه وكأننا عندما نطوف حول بيت الله إنما نتناغم مع حركة الكون كله، فكل شيء يسبّح بحمد الله ويمتثل أمره ونحن في طوافنا نسبح بحمد الله ونمتثل أوامره، وهذا يعلمنا الصبر والخضوع لله تعالى ويعلمنا التواضع أيضاً. قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء: 44].. فسبحان الله.
المشاكل النفسية
تؤكد بعض الدراسات الإسلامية أن رحلة الحج هي أفضل طريقة للتخلص من أعباء الحياة والمشاكل النفسية وأن المؤمن الذي يقوم بعبادة الحج فإنه يرجع نقياً من الناحية النفسية، ولذلك قال النبي الكريم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [متفق عليه] فعبادة الحج تنقي الإنسان من الذنوب وتخلصه من الهموم والمشاكل اليومية.
التفكير العميق
من أجل التفكير السليم والوقاية من مرض الزهايمر (الخرف) وزيادة القدرة على الإبداع، ينصح الخبراء برياضة التأمل.. والتأمل عبارة عن التفكير العميق بشيء ما وإطالة التفكير، والعجيب أن الله تعالى جعل عبادة الحج عبادة تأمل وتفكر ومراجعة للنفس. يقول تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)[الحجر: 28]. فنحن عندما نذهب لأداء الحج فإننا نقف أمام الكعبة المشرفة ونتأمل ونخشع في صلاتنا ودعائنا ونبكي على ذنوبنا، وهذا يؤدي إلى التخلص من الشحنات السلبية المتراكمة..
الخشوع
التأمل علاج لكثير من الأمراض! حيث يقوم العلماء اليوم بعلاج الفصام والاضطرابات النفسية فقط بالتأمل، وفي ديننا الحنيف فرض الله علينا عبادة الحج المليئة بالتأمل والخشوع وبخاصة أثناء الوقوف في عرفة، ولذلك تعتبر هذه العبادة الرائعة علاجاً وشفاءً من هذه الاضطرابات، وهذه المنافع حدثنا القرآن عنها ، يقول تعالى:(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) [الحج: 28] صدق الله العظيم.
ماء زمزم شفاء
بعض الدراسات وجدت أن ماء زمزم له خصائص تميزه عن غيره من أنواع المياه، وهناك تجارب كثيرة أثبتت أن في ماء زمزم قوة شفائية، بشرط أن نشربه على نية الشفاء ونحن واثقون تمام الثقة بشفاء الله تعالى. ولذلك ننصح كل مؤمن أن ينوي الذهاب لأداء فريضة الحج أو العمرة، ففي هذه الرحلة فوائد طبية كثيرة وأجر عظيم، وشفاء من مختلف الأمرض. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شُرب له) [رواه ابن ماجة].
الطاقة والنظام المناعي
كشفت دراسات عديدة أن رحلة الحج مفيدة جداً من الناحية الطبية، وإن الذي يذهب لهذه الرحلة فإنه يكتسب مزيداً من الطاقة والنشاط البدني والنفسي، وبالتالي زيادة كفاءة النظام المناعي للجسم، ولذلك يقول الله تعالى عن عبادة الحج: (لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحجر: 33]. وربما يظن البعض أن المنافع تقتصر على الأجر والمغفرة، ولكن الأبحاث العلمية تؤكد وجود منافع طبية أيضاً.
كروية الأرض
قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحجر: 27] وإذا تأملنا كلمة (عَمِيقٍ) ندرك أن فيها إشارة إلى أن الأرض كروية وليست مسطحة كما كان الاعتقاد قديماً، وهذه معجزة قرآنية. فلم يقل القرآن (بعيد) بل قال (عَمِيقٍ) كإشارة إلى كروية الأرض قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة.
الحج والإخلاص
كشفت الدراسات العلمية أن للحج العديد من المنافع الطبية، ويمكن للمؤمن أن يدعو الله بصدق وإخلاص أن يشفيه من المرض والله تعالى سيستجيب له، لذلك فإن عبادة الحج إذا اقترنت بالإخلاص فسيكون لها أثر شفائي عظيم ... هذا في الدنيا ولكن ماذا عن الآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].